منتديات MOLLABORJAN

منتديات MOLLABORJAN (http://mollaborjan.com/vb/index.php)
-   قسم المنوعات = Miscellany Section (http://mollaborjan.com/vb/forumdisplay.php?f=44)
-   -   قصــة قصيــرة : فــوبيــــا (http://mollaborjan.com/vb/showthread.php?t=2593)

™Salgadoo 09-04-2012 05:56 PM

قصــة قصيــرة : فــوبيــــا
 
قصــة قصيــرة : فــوبيــــا
_____________________
""""●""""""""●"""""""""●"""""

http://img841.imageshack.us/img841/4...3419352435.jpg
● اعتدت أن أترك جهاز التلفاز مفتوحا قبل نومي .. ربما ذلك لأنني أعيش بمفردي ومن ثم أجد فيه وفي ازعاجه قليلا من أمان..

وذات صباح استيقظت من نومي فنظرت أمامي فإذا بشريط الأخبار على احدى القنوات الاخبارية يتضمن كلمة ((عاجل )) تلك الكلمة التي تستثيرني فانتبهت لأقرأ الخبر وقد كان:

● (( عاجل : تحطم طائرة قبيل هبوطها وعلى متنها 183 راكبا ً ماتوا جميعا))


● شعرت بانقباض في قلبي وارتعاشة في أوصالي وغرقت في تفكيري وأخيلاتي …


● فأنا أعاني من فوبيا الطائرات والأماكن المرتفعة والذي يزيد الطين بلة هو أنني قد حجزت مقعدا ً في رحلة عودة إلى مصر وتبقى على موعدها خمسة أيام ….

-----------------------------------------------------

● ماذا أفعل وأنا اتصبر وأروض نفسي لكي أتغلب على هواجس نفسي وتيه عقلي خلف سراب الخوف من المجهول؟! شعرت بأن هذا الحادث رسالة لي لألغي حجزي وأؤجل رحلتي إلى موعد آخر ريثما ترتاح نفسي من صدمة الخبر وثقل تبعاته التي ستضاف على ما أعانيه من مخاوف إزاء هذه المواقف.

مر يومان .. وكلما مر يوم زادت مخاوفي وكثر غرقي في التفكير في هذه الهواجس وتلك المخاوف .

------------------------------------------------------

● وأخيرا قررت المجازقة كما أسميتها …

وفي اليوم الخامس من الحادث حملت حقائبي إلى المطار وإلى جانبها أحمل أيضا عبء مخاوفي في رحلة مقدارها خمسين ألف سنة أو يزيد حسب ما يعتقدها عقلي الباطني وحسب تقديرات فوبيا الزمن !

انتظرت كثيرا ربما ألف سنة أو ربما بضع ساعات قبيل أن أصعد إلى الطائرة ..

● جلست على مقعدي الذي كان لسوء الحظ المقعد الأخير في الطائرة وخلفي مباشرة ذيلها ومن نافذة صغيرة بجانبي كنت أرى جناها الأيسر ومعه محركها .. وأخذت أفكر في هذا الشيء العجيب كيف سيطير بعد قليل في فضاء فسيح يلتهم كل شىء .. وكيف تستطيع أن تحلق فوق السحاب معتمدة على محرك وبنزين وجهاز حاسوبي قد يتعطل في أية لحظة ومن ثم يكتب عليها الفناء؟!..

كنت مثارا لدرجة كبيرة وكل أفلام الرعب التي شاهدتها خلال حياتي تتراءى أمام أفكاري .. لا سيما التي عرضت قصة سقوط طائرة أو هجوم مسلح على طائرة …

حقا هي هواجس قاسية أصعبها تخيلي لمنظر الطائرة من بعيد وهي نقطة في فضاء متسع تحمل بداخلها عشرات الأرواح وملايين الآمال والآلام والخطط المستقبلية التي قد تتوقف عند مقعد الطائرة في لحظة ما .

-----------------------------------------------

● بعد قليل.. وقف أحدهم يتلو على مسامعنا الإرشادات :

( سيداتي وسادتي مرحبا بكم …. ستقلع الطائرة على ارتفاع خمس وثلاثين ألف قدم ) عندها كاد قلبي ينفطر … خمس وثلاثون ألف قدم؟!! أين تكون هذه الخمس وثلاثون ألف ؟!! بل أين سأكون أنا وقتئذ ٍ؟! وما شعوري وحالتي ؟! وهل سنكون في لحظة ما مثل (طائرة ليبيا )

ثم أردف قائلا :

(( نرجو من حضراتكم ربط الأحزمة استعدادا للإقلاع )) وعندها تذكرت مشهدا من فيلم سينمائيا للممثل الكوميدي محمد هنيدي عندما علق على هذا القول قائلا : (( يعني اللى ماتوا ما كانوش رابطين الأحزمة )

حاولت أن أضحك أو ابتسم لهذا الموقف الذي يطربني كثيرا ً كلما أتذكره لكن هو ما أنا فيه ألجم شفتي ّ فوجدتني أستمع إلى باقي الإرشادات منصتا ….

● كل الإرشادات تدعوك إلى التوتر فربط الأحزمة .. وكيفية استخدام مخارج الطوارىء و كمامات الأوكسجين ووضع الإنحناء وماشبابه … كل ذلك يستثير في دواخلك لحظة انفجار الطائرة أو سقوطها .. فانقلب ظهر المجن .. وبدلا ً من أن تكون إرشادات سلامة تحولت في داخلي إلى ترهيب وتخويف واستثارة للفوبيا التي بداخلي ولو أمل ساعتها لقررت النزول وإلغاء الرحلة بيد أنني سمعت صوتها مفاجئا يشبه الانفجار وكان صوت محركات الطائرة معلنا ً الإقلاع ..


● شعرت وقت الإقلاع أن قلبي يكاد يقلع من مكانه .. وشعور آخر بضيق في التنفس ودوران وزغللة في العين وانتابتني حالة من الهيجان الذهني فقدت على إثرها القدرة على التفكير والحراك معا ً.


وما هي إلا دقائق وبدأت بعدها أشعر بشيء من هدوئي يعودوا شيئا فشيئا .. فأخرجت مصحفي وأخذت أتمتم بآيات ثم أدعو الله أن يسلم طريقي ثم أعاود التمتمة فوجدتني أعود إلى راحة النفس وهدوئها لا يعكر صفوي غير بعض هزات الطائرة التي كانت تهد أوصالي وتسحق قدرا من هدوئي واتزاني .

--------------------------------------------------

● بدأت الأمور تستقر وبدأت أنا أقنع نفسي بأن الأمر جد بسيط وأنها مجرد مخاوف وما هي إلا ساعة من نهار أعود بعدها إلى أحبتي وأرتمي في أحضانهم وأقبل يدي أبي وأمي وأنعم برؤية أهلي وعزوتي …

لقد اشتقت إليهم كثيرا .. اشتقت إلى وطني وإلى نهر النيل بمياهه الطاهرة النقية .. اشتقت إلى صفاء سماء قريتي الجميلة .. وإلى ردائها الأخضر ونقاء هوائها الذي سيأخذني بعيدا عن أدخنة المدينة وزحمة الحضارة ومادية التقدم .. اشتقت إلى زوجتي وصغيري وإلى كلماته الحلوة الغضة وبسمته المميزة ونظرة عيونه الحانية … هكذا سبحت أفكاري في نهر من الأمنيات والأماني علني أتناسى قليلا رحلتي القاسية .

-------------------------------------------------------------

● جاء وقت الغداء فتناولت غدائي وأنا أتمنى أن تنتهي الرحلة فور انتهاء طعامي ربما في هذه المرة ليس خوفا من الطائرة والرحلة بل لاشتياقي إلى أخيلاتي وأحلامي التي راودتني منذ قليل .


وانتهى الغداء ولم تنته ِ الرحلة فحاولت أن اشغل نفسي بقراءة بعض الأخبار من مجلة كانت أمامي .. لكنني أحجمت بعد أن رأيت كل الأخبار تتناول الرحلة على متن الطائرة وعن (فوبيا ركوب الطائرة ) وكيفية التخلص من هذا المرض النفسي وعن أجزاء الطائرة وتصنيعها وما شابه .. وتمنيت لو أني أستطيع أن أفتح النافذة لألقي بالمجلة خارج الطائرة.

-----------------------------------------------------------

● حاولت أن أشغل ما تبقى من وقت في النوم وجاهدت نفسي على ذلك بيد أني فشلت لا سيما أنني لا أستطيع النوم في السفر .. فحاولت مجددا في أن أتجاذب أطراف الحديث مع أحد الركاب بجانبي لكنه كان في رحلة مع النوم يستيقظ على فترات لينظر في ساعته ثم يعاود رحلته من جديد ..

بدأ التوتر يعود من جديد لا سيما مع زيادة اهتزاز الطائرة بشكل عنيف فاضطربت نفسي مجددا وبدأت أفكر في الهبوط وأنه هو الأصعب من الإقلاع بينما (عقدة طائرة ليبيا ) تطاردني .. وفجأة … اشتغلت انوار التحذير الخاصة بربط المقعد الذي بالأساس لم أكن قد فككته .. وجاء الصوت عبر الميكروفون منبها :


● (( على السادة الركاب ربط الأحزمة حفاظا على السلامة لأننا نمر بمنطقة مطبات جوية ))


ياربي !! مطبات جوية ؟! إنها النهاية … هكذا همست في روع وخوف … بعد قليل سنكون في عالم آخر ..

----------------------------------------------------

● اهتزت الطائرة بعنف وكأنها تخيفنى وتطاردني وتثأر مني .. فاهتزت نفسي وتزلزلت أركاني وعم الهلع والخوف من الجميع ولهج الجميع بالدعاء وتعالت صيحات الأطفال وبعض النساء ..

وبدأنا نسمع تلاوات القرآن عبر المكبر … وعمت الفوضى بينما تواصل الطائرة في الاهتزاز ويواصل المرشدون في بث ارشادات السلامة والتي كان آخرها أن طلب منا ارتداء (بزة السلامة ) التي تستخدم قبيل سقوط الطائرة وفي الأحوال المشابهة …


● ارتفعت الأصوات من الجميع وتمازجت وسمعنا أصواتا شديدة تخلع القلوب من أركانها ومن بين هذه الأصوات ميزت صوتا يقول إن الطائرة فقدت أحد محركاتها ويستحثنا على التزام الهدوء وعوامل السلامة … أخذت أبتهل إلى الله وأدعوه لا أن ينجنا فقد وقع الهلاك بل ليغفر لنا ويكتبنا من الشهداء الشاهدين الذين ماتوا دون أموالهم وأهليهم ..


● تضرع وابتهال ودعوات تمتزج مع الصيحات والبكاء والدموع مشهد يزلزل الأركان ويستثير الحفائظ ويقهر كل كبرياء بني آدم ويضعه في مكانته الصحيحه فهو لا شيء وسط هذا الفضاء الفسيح في ملكوت الله الذي كما رفعه قادر على أن يخفضه في غضون ثوان ٍ معدودات بينما يخال بني آدم أنه قادر على كل شىء وأن الحول والقوة بيده وفي لحظة يجد نفسه أضعف مخلوق من مخلوقات الله تعالى.

------------------------------------------------------------------------

● بعد قليل…..

شعرت بيد أحدهم تربت على كتفي قائلا :

( سيدي لقد هبطت الطائرة بسلام ولم يتبق إلا أنت على متن الطائرة نتمنى لك إجازة سعيدة هانئة )

كدت أطير فرحا بينما أنفاسي تتسابق مع دقات قلبي من هول (الكابوس )


● تركت المقعد وحملت حقيبتي وأنا أهمس إلى نفسي أن كل شيء عند الله بمقدار وبقضاء وقدر .. وقررت ألا أترك التلفاز مفتوحا ً قبل نومي .. خاصة قنوات الاخبار !

فنان الظلام 10-04-2012 01:15 PM

رد: قصــة قصيــرة : فــوبيــــا
 
قصة جميلة جدا
يسلموا أخي على القصة الجميلة جدا

Mega4Soft 09-05-2012 04:21 AM

رد: قصــة قصيــرة : فــوبيــــا
 
ماشاء الله عليك جهد رااائع أخي
تسلم مجهود تشكر عليه

afhashim 01-06-2012 05:06 AM

رد: قصــة قصيــرة : فــوبيــــا
 
بارك الله فيك

abdelwareth 24-07-2012 02:21 AM

رد: قصــة قصيــرة : فــوبيــــا
 
بارك الله فيك

aljoker6000 26-07-2012 03:31 PM

رد: قصــة قصيــرة : فــوبيــــا
 


ألف شكر أخي الحبيب علي القصة الشيقة




iceman 26-07-2012 06:30 PM

رد: قصــة قصيــرة : فــوبيــــا
 
شكرا جزيلا لمجهودك
تحياتي

hamza2007 19-09-2012 05:13 AM

رد: قصــة قصيــرة : فــوبيــــا
 
يسلموا أخي على القصة الجميلة


All times are GMT -8. The time now is 11:10 AM.

Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd Trans
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
Monetize your links - adf.ly
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

سنتر العرب لخدمات الويب

استضافة و دعم Centerarabs.com